الشيخ مبارك بن محمد الإبراهيمي الميلي - عليه رحمة الله -
http://daifi.1k.fr/uploads/thumbs/www.daifi.1k.fr-d68636b6f8.jpgللمولده ونشأته
وُلد الشيخ مبارك بن محمد الإبراهيمي الميلي في قرية »أورمامن« في جبال الميلية بشرق الجزائر حوالي سنة 1896. و مات والده وهو في الرابعة من عمره.
عكف منذ صغره -كغيره من الكثيرين من أبناء الجزائريين آنذاك- على حفظ القرآن الكريم، فأتمّ حفظه على يد الشيخ أحمد بن الطاهر مزهود في جامع الشيخ عزوز بأولاد مبارك.
بعد إتمام حفظ القرآن، رَغبَ الميلي في مواصلة مسيرة طلب العلم، فاتجه إلى مدرسة الشيخ محمد بن معنصر الشهير بالميلي ببلدة ميلة حيث مكث هناك أربع سنوات، ثم اتجه إلى مدينة قسنطينة وانضم إلى دروس الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأصبح من بين اكبر تلاميذه وأكثرهم انتفاعاً بعلمه. غادر الشيخ الميلي قسنطينة بعد ذلك إلى تونس لمواصلة دراسته بـجامع »بالزيتونة« درس مثل شيخه ابن باديس على أبرز شيوخها من أمثال الشيخ عثمان خوجة ومحمد النخلي والصادق النيفر ومحمد بن القاضي والطاهر بن عاشور وغيرهم، ثم ليعود بعد تخرجه منها إلى بلده الجزائر سنة 1925.
نشاطه الإصلاحي بالجزائر .
استقر الشيخ مبارك الميلي فور عودته إلى الجزائر بمدينة قسنطينة عمل مُعلماً في مدرسة قرآنية عصرية تأسست في مسجد "الشيخ بومعزة " الذي كان يقع في نفس شارع مطبعة وإدارة جريدة الشيخ ابن باديس "الشهاب".
فبقي في تلك المدرسة إلى بداية سنة 1927 ثم غادر قسنطينة إلى مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري، والتي استقبله أهلها استقبالاً عظيماً. فقام فور وصوله إليها بتأسيس مدرسة تولى فيها الإشراف على تعليم أبناء الجزائريين بنفسه.
ذاع سيط الشيخ الميلي بين سكان المدينة، وعرفت مدرسته نشاطاً متنامياً وقبولاً متزايداً لدى الشباب خاصة، كما صار نشاطه يمثل وجوداً بارزاً للإصلاح وباتت أفكاره وآراؤه محل حديث الخاص والعام في المجتمع.
أثار تنامي نشاط الميلي تخوف السلطات الفرنسية من الانعكاسات التي قد تنتج عن تأثيره في فئة الشباب خاصة والمجتمع عامة، فأمرته بمغادرة الأغواط بعد سنوات من العمل والنشاط.
غادر الشيخ مبارك الأغواط متجها إلى بلدة بوسعادة قام بالأعمال والنشاطات نفسها، إلا أن حظه مع الإدارة الفرنسية في تلك البلدة لم يكن أفضل من الأولى، حيث أمرته بدورها بمغادرة بوسعادة أيضاً.
بعد سنوات من العمل والنشاط في قسنطينة والأغواط وبوسعادة، عاد الشيخ الميلي إلى ميلة ليستأنف ما بدأه من أعمال منذ عودته من تونس، فاستقر بها، وسعى بمعية بعض أعيانها إلى تأسيس مسجد جامع تُقام فيه الصلوات، فكان هو خطيبَه والواعظَ فيه، وقد أُقيم المسجد على جزء من بيت فسيح أهداه أحد أعيان المدينة المناصرين للإصلاح إلى أهل البلدة. ثم أنشأ الإصلاحيون في ميلة بقيادة الشيخ الميلي، جمعيةً باسم "النادي الإسلامي" فانضمت جهودُها إلى ما كان يقوم به ذلك المسجد من أعمال في مجال الإصلاح. وتوسيعاً لدائرة الأعمال والنشاطات فقد كوّن المسجد والنادي المذكورين جمعيةً أخرى تحت اسم "جمعية حياة الشباب".
كما ساهم الشيخ مبارك الميلي بقلمه السيال في الحياة الصحفية في الجزائر في عهده، فأظهر نشاطاً بارزاً فيها، وكان أحدَ أبرز الطاقات التي قامت عليها الصحافة الإصلاحية بصفة خاصة؛ إذ كان من أول المحررين في "المنتقد" و"الشهاب" منذ أيامهما الأولى ثم في "السُنة" و"البصائر" التي تولى إدارة تحريرها بعد تخلي الشيخ الطيب العقبي عنها سنة 1935. فقد تولى إدارتها فأحسن الإدارة، وأجال قلمه البليغ في ميادينها، فما قصّر عن شأو، ولا كبا دون غاية...
حينما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 بنادي الترقي بعاصمة الجزائر، كان من الطبيعي لشخص بمثل صفات الشيخ مبارك الميلي أن يكون واحداً من أهم أركان ودعائم إدارتها، خاصة وأنه كان قد لازَم الشيخ عبد الحميد ابن باديس-قبل تأسيسها- طالباً جاداً ثم عاملاً ناجحاً مقتدراً في حقل الإصلاح بجانبيه التعليمي والصحفي. وكنتيجة لتلك المكانة، فقد تم انتخابه عند تأسيس الجمعية عضواً في مجلس إدارتها وأميناً للمال فيها. ولقد شَهِد له بعض من عرفه عن قرب بالأمانة وحسن التسيير والتدبير في أعماله التي اضطلع بها.
وقد كان الشيخ الميلي يقوم بتلك الأعمال جنباً إلى جنب مع الشيخ ابن باديس إلى أن توفي الأخير في : 1940/04/16
ورغم شدة المرض، وتزايد تأثيراته على بدنه ونشاطه في أيامه الأخيرة، فقد كان الشيخ مبارك الميلي يحاول تحدي ذلك الوضع ولو بالقيام بالحد الأدنى من الأعمال، فلم تمنعه تلك الظروف الصحية من الحضور والتواجد في "مدرسة التربية والتعليم" بقسنطينة بيوم واحد قبل وفاته، حيث نُقِل-بطلب منه- إلى ميلة ليموت بين أهله، دخل في غيبوبة فارق بعدها الحياة في يوم 9 فبراير 1945.
وشيع جنازتَه الآلاف من المحبين و الطلبة الذين قدِموا من أنحاء مختلفة من البلاد، وأبَّنَه باسم العلماء رئيسُهم الشيخ محمد البشير الإبراهمي، وباسم الهيئات الوطنية فرحات عباس زعيم حزب البيان يومها. و دُفن بجانب قبر شيخه محمد بن معنصر الميلي فرحم الله الشيخ مبارك الميلي رحمة واسعة .
الطاهر وطار
http://daifi.1k.fr/uploads/thumbs/www.daifi.1k.fr-578a0fa58c.jpgولد الأديب الطاهر وطار عام 1936 وفي بيئة ريفية وأسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يحتل سفح الأوراس والذي يقول ابن خلدون إنه جنس أتى من تزاوج العرب و البربر, ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله, فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا.
كان الجد أميا لكن له حضور اجتماعي قوي فهو الحاج الذي يقصده كل عابر سبيل حيث يجد المأوى والأكل, وهو كبير العرش الذي يحتكم عنده, وهو المعارض الدائم لممثلي السلطة الفرنسية, وهو الذي فتح كتابا لتعليم القرآن الكريم بالمجان, وهو الذي يوقد النار في رمضان إيذانا بحلول ساعة الإفطار, لمن لا يبلغهم صوت الحفيد المؤذن. يقول الطاهر وطار, إنه ورث عن جده الكرم والأنفة, وورث عن أبيه الزهد والقناعة والتواضع, وورث عن أمه الطموح والحساسية المرهفة, وورث عن خاله الذي بدد تركة أبيه الكبيرة في الأعراس والزهو الفن. تنقل الطاهر مع أبيه بحكم وضيفته البسيطة في عدة مناطق حتى استقر المقام بقرية مداوروش التي لم تكن تبعد عن مسقط الرأس بأكثر من 20 كلم. هناك اكتشف مجتمعا آخر غريبا في لباسه وغريبا في لسانه, وفي كل حياته, فاستغرق في التأمل وهو يتعلم أو يعلم القرآن الكريم. التحق بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت في 1950 فكان من ضمن تلاميذها النجباء. أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس في 1952. انتبه إلى أن هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة, هي الأدب, فالتهم في أقل من سنة ما وصله من كتب جبران خليل جبران و مخائيل نعيمة, و زكي مبارك و طه حسين و الرافعي وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. يقول الطاهر وطار في هذا الصدد: الحداثة كانت قدري ولم يملها علي أحد. راسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما, في مطلع الخمسينات. التحق بتونس في مغامرة شخصية في 1954 حيث درس قليلا في جامع الزيتونة. في 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984. تعرف عام 1955على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي, فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمه, فنشر القصص في جريدة الصباح وجريدة العمل وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية. استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه, وظل يخفيه عن جبهة التحرير الوطني, رغم أنه يكتب في إطاره.
عمله في الصحافة
* عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح ، وتعلم فن الطباعة.
* أسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة.
* أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها.
* في 1973 أسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة ل جريدة الشعب , أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين .
* في 1990 أسس مجلتي التبيين والقصيدة ( تصدران حتى اليوم).
عمله السياسي
من 1963 إلى 1984 عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي, ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن 47 . شغل منصب كدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 91 و1902 عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر الثمانينات. اتخذ موقفا رافضا لإلغاء انتخابات 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة, ويهاجم كثيرا عن موقفه هذا, وقد همش بسببه. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر.
المؤلفات
[b] المجموعات القصصية
* 1.دخان من قلبي تونس 1961 الجزائر 79 و 2005
* 2.الطعنات الجزائر 1971 و 2005
* 3.الشهداء يعودون هذا الأسبوع ( العراق 1974 الجزائر 1984 و 2005 ) ترجم
المسرحيات
* 1.على الصفة الأخرى (جلة الفكر تونس أواخر الخمسينات).
* 2.الهارب (جلة الفكر تونس أواخر الخمسينات) الجزائر 1971 و 2005 .
الروايات
* 1.اللاز (الجزائر 1974 بيروت 82 و 83 إسرائيل 1977 الجزائر 1981 و 2005). ترجم
* 2. الزلزال ( بيروت 1974 الجزائر 81 و 2005 ). ترجم
* 3.الحوات والقصر الجزائر جريدة الشعب في 1974 وعلى حساب المؤلف في 1978 القاهرة 1987 و الجزائر 2005). ترجم
* 4.عرس بغل ( بيروت عدة طبعات بدءا من 1983القاهرة 1988 عكة ؟ والجزائر في 81 و2005). ترجم
* 5.العشق والموت في الزمن الحراشي ( بيروت 82 و 83 الجزائر 2005 ).
* 6. تجربة في العشق ( بيروت _89 الجزائر 89 و 2005).
* 7.رمانة ( الجزائر 71 و 81 ة2005).
* 8.الشمعة والدهاليز ( الجزائر 1995 و 2005 القاهرة 1995 الأردن1996 ألمانيا دار الجمل2001؟).
* 9.الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي ( الجزائر 1999 و 2005 المغرب 1999 ألمانيا دار الجمل ؟2001). ترجم
* 10.الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء ( الجزائر جريدة الخبر وموفم 2005 القاهرة أخبار الأدب 2005 إسرائيل مجلة مشارف 2005 ) .
الترجمات
* 1.ترجمة ديوان للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب بعنوان الربيع الأزرق
APPENTIS DU PRINTEMPS الجزائر 1986؟
مواضيع الطاهر وطار
1. يقول إن همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم.
1. ويقول إنه هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى.
1. كما يقول: أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة, وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم.
نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية لعام 2005.